الأحد، 14 فبراير 2016

دور الحاضنات في ‫#‏إعادة_هيكلة_الشركات‬ المملوكة للدولة فى الصين وكيف يمكن الاستفادة منها فى مصر !!


عدد كبير من الحاضنات تمت إقامتها داخل بعض الشركات الضخمة المملوكة للدولة (ٍState Owned Enterprises)، والتي لم تستطع التواؤم مع المنافسة ولم تكن هناك جدوى من هيكلتها، حيث تمت تجربة إعادة استخدام البنية الأساسية لهذه الشركات، من ورش ومصانع ومباني ووحدات إدارية، من خلال تحويل هذه الشركات إلى حاضنات مشروعات صغيرة ومتوسطة. فهذه الشركات تمتلك مساحات ضخمة من الأراضي والمباني التي تمت إعادة تنظيمها وتحويلها من خلال استثمارات صغيرة، إلى وحدات إدارية وإنتاجية يتم إعادة تأجيرها إلى أفراد أقاموا بها مشروعات صغيرة جديدة تكنولوجية في الغالب في نفس القطاع الإنتاجي للشركة الأصلية، أو في مجالات تكنولوجية جديدة تماماً على هذه الشركة . ومن اللافت للنظر وجود عدد كبير من هذه الحاضنات في مختلف المقاطعات الصينية، حيث تمت الاستفادة من الشركات العامة القديمة وتحويلها إلى مواقع إنتاج متطورة أعطى لها الصينيون أسماء مغايرة تماماً لما كان من قبل. ونذكر مثلاً "شارع التكنولوجيا"، وهو موقع إحدى شركات المحركات في شمال بكين والتي تم تحويلها إلى حاضنة تكنولوجية، كذلك "وادي الرواد" وهو موقع إحدى شركات الصناعات المعدنية في شمال بكين أيضاً، والتي تم تحويلها إلى حاضنة تكنولوجية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات.
نقاط القوة في البرنامج الصيني للحاضنات
- حجم البرامج الصينية ضخم جداً : لا توجد دولة في العالم الثالث استطاعت الالتزام بإقامة هذا العدد من الحاضنات (465 حاضنة) في هذه الفترة القصيرة من الزمن (12 سنة فقط)، واستطاعت توفير الاستثمارات المطلوبة (حوالي 150 مليون دولار أمريكي).
- خلق عدد كبير جداً من الشركات والوظائف : يرجع الخبراء هذا الإنجاز المتمثل في خلق عدد كبير جداً من الشركات والوظائف في فترة قصيرة نسبياً، إلى الثقافة الصينية التي تتميز بالقدرة والطاقة الإدارية المرتفعة للأفراد، والرغبة في إقامة شركات وأنشطة تجارية وصناعية، والمساحة الكلية القابلة للتأجير للحاضنات (حوالي 3 مليون متر مربع)، وعدد الشركات الملتحقة بها حوالي ثمانية آلاف شركة توظف حوالي 300 ألف فرد معظمهم من أصحاب المؤهلات العليا، وتحقق دخلاً سنوياً يبلغ حوالي سبعة مليارات دولار أمريكي.
- الحاضنات الصينية ساهمت في إحداث تغيير ثقافي كبير، حيث قام هذا البرنامج الضخم في سد الفجوة بين الأبحاث الممولة من جانب الدولة والأبحاث التي يمولها القطاع الخاص وتنشيط هذه الأخيرة بالإضافة إلى تنمية حب العمل الحر والرغبة في إقامة مشروعات خاصة بعيداً عن الثقافة السائدة في دول شيوعية مثل الصين حيث العمل الحكومي الجماعي السائد.
- نجحت الجمعية الصينية للحاضنات في إحداث عمليات نقل وتبادل الخبرات وتأهيل عدد كبير من مديري الحاضنات لمواكبة هذا العدد الكبير من المشروعات، حيث قام هؤلاء المدراء بحضور عدد من الندوات والمؤتمرات في الخارج لاستيعاب هذا المفهوم والخروج برؤية واضحة لطبيعة أنشطة الحاضنات.
-استطاع البرنامج الصيني للحاضنات التطور والتعلم من الأخطاء واختيار أفضل الممارسات، وقامت هذه الحاضنات بضبط إيقاع أعمالها من "حاضنات اجتماعية" تدار بشكل فيه كثير من التسامح والنظرة الاجتماعية للأعمال، إلى "حاضنات أعمال" تدار تبعاً لقواعد العرض والطلب والمنافسة.
نقاط ضعف البرنامج الصيني للحاضنات
- يرتكز البرنامج الصيني للحاضنات على التبعية للبرنامج القومي للتنمية التكنولوجية (Torch) مما لا يتيح الفرصة لتنمية العلاقات مع الإدارات المحلية وإدماج هذه المشروعات في هذه الإدارات، ونقل ملكيتها وتبعيتها إلى المقاطعات المختلفة.
-التركيز الشديد على الشركات التكنولوجية وعدم إدماج بعض العناصر الاقتصادية والاجتماعية في هذا البرنامج حتى الآن.
-التركيز الشديد على الوحدات "Hardware"، وهي المباني والبنية الأساسية للحاضنات، وعدم تنمية الخدمات التي تقدم للشركات، من خدمات فنية وخدمات إقامة المشروعات، وهي الخدمات التي يطلق عليها "software".
- ضعف الاهتمام بالمشروعات الموجهة إلى المرأة والأقليات.
- تركيز إدارة الحاضنة على إدارة المباني والأنشطة العقارية حيث لا تتوفر في الغالب الخبرات والمهارات اللازمة لتنمية وتطوير الشركات مما يحد من جودة الخدمات المقدمة للشركات داخل الحاضنات
- إدارة الخدمات في الحاضنة يتم دون مراعاة تكاليف الخدمات، وهذه إحدى أهم مشاكل إقامة الحاضنات في العالم الثالث، حيث أن معظم الراغبين في إقامة مشروعات لا يوجد لديهم المدخرات المالية التي تكفي مرحلة بداية المشروع ويتوقعون أن تقدم إليهم الحاضنة الخدمات بشكل مجاني.
ملامح التطوير في التجربة الصينية
أوضحت التقارير الحديثة لبرنامج التطوير التكنولوجي Torch أن النجاح الكبير الذي تتمتع به الحاضنات الصينية يواجه بعض المعوقات التي يحاول البرنامج التغلب عليها، و تحسين الأداء في الحاضنات الصينية من خلال :
- التركيز على الخدمات أكثر من المباني والوحدات الإنتاجية.
- زيادة الاهتمام بإدارة الحاضنة كأنها مشروع تجاري.
- التركيز على اختيار عناصر ذات خبرة بإدارة الأعمال للعمل على إدارة وتسيير أعمال الحاضنات.
- زيادة الكفاءة المالية وزيادة الفاعلية على المستوى الميكرو والماكرو.
- تنمية معايير اختيار المشروعات بالحاضنة.
- التعاون والشراكة مع الحاضنات الأخرى وجمعيات الحاضنات والنموذج الأولى للحاضنات.
وهذا الفيديو يوضح نماذج من المشروعات الصغيرة لبعض الشباب من خريجى التعليم التقنى والمهنى فى الصين ، هذه المشروعات قائمة على أفكار تجارية مستدامة وفرص عمل خضراء لإيجاد حلول للتحديات البيئية مثل تغير المناخ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق