يعد المعدل المتزايد للتغيير في بيئة الأعمال عنصراً جوهرياً في هذا التركيز الجديد على تحديد السمات الأساسية للمستثمرين ولمن يطلق عليهم الزعماء والقادة ، فما كان منتظراً من المديرين سابقاً كان يتمثل في الحفاظ على الوضع الراهن من أجل ضمان الاستمرار، إلا أن قوى جديدة ظهرت في السوق فرضت ضرورة التوسع في هذه الرؤية الضيقة. فقادة الغد الجدد ذو قدرة على الرؤية المستقبلية ، وهم متعلمون ومعلمون في آن واحد ، فهم لا يرون التغيرات الجوهرية في المجتمع فقط، ولكن لديهم حساً أخلاقياً عالياً ويعملون على بناء مؤسساتهم على أساس من القوة والتماسك ، وتشتمل تلك السمات على :
1- الـرؤيـة
تمثل الرؤية نقطة البداية بالنسبة للمشروع الجديد. وهي بمثابة الحلم الذي يطمح المستثمر إلى تحقيقه في المدى الطويل.
2- المـبـادرة
يبادر المستثمر بصياغة الأهداف ووضعها موضع التنفيذ بكفاءة، ويسيطر على الأحداث ويعتمد على حدسه وبديهته في حل المشكلات التي تنشأ.
3-البديـهـة
للبديهة دور بالغ الأهمية بالنسبة لعملية صناعة القرارات في المشروعات الصغيرة، حيث لا يتم اتخاذ القرارات بناء على الحقائق أو المعلومات فقط، بل يتم بناء على خبرة المستثمر، وحسه العملي، ومشاعره اللحظية.
4-الحاجـة للإنجـاز
تعد من أهم دوافع الفرد لاختيار الاستثمار الحر كمهنة. فمن الثابت أن الرغبة الشخصية في صياغة أهداف الفرد والسعي لإنجازها هما أهم القوى المحركة لدى الكثير من المستثمرين.
ولذا نجد أن المستثمر الحر يرغب دائما في تحمل مسئولية تصرفاته وأن يؤدي أداء جيداً في مواقف التنافس وأن تحركه النتائج وأن يتحمل مخاطر معقولة، لا يميل إلى الأنشطة الروتينية. وتتميز الحاجة للإنجاز بثلاث خصائص رئيسية يشترك فيها كل المستثمرين، وهي:
ا - الرغبة في حل المشكلات، وتحقيق الإشباع نتيجة إنجاز الأهداف السابق تحديدها ووضع أولوياتها.
ب- القدرة على تحمل المخاطر المعقولة بعد دراسة كل البدائل.
ج- الحاجة إلى إرجاع الأثر كمقياس لما حققه من نجاح.
5- الحاجـة للاستـقـلال
هناك أفراد كثيرون تركوا وظائف تنفيذية كانوا ناجحين فيها ، وذلك لرغبتهم الشديدة في أن يكون لهم عملهم الخاص وأن يكونوا رؤساء أنفسهم. على أنه يجب أن يكون واضحا في مثل هذه الحالة أنها لا تعني أن يقوم المستثمر بحرمان منظمته من أن تتوافر فيها الكفاءات والخبرات المهنية المتميزة ، لأن المستثمر إذا لم يكن راغباً في تفويض سلطاته إلى الآخرين فإن ذلك يهدد قدرة المنظمة على البقاء.
6-الميل لتحمل قـدر معقول من المخاطرة
رغم أن الشائع أن المستثمرين مغرمون بتحمل المخاطر وتحدي المجهول ، فإن حقيقة الأمر أنهم لا يتحملون سوى المخاطرة المحسوبة. ومع ذلك فإن ما قد يبدو للآخرين مرتفع المخاطر من الناحية الاستثمارية، قد يكون أقل البدائل المتاحة في درجة المخاطرة من وجهة نظر المستثمر نفسه.
7-تحمل المسئولـيـة
هذا العامل يميز بوضوح بين المستثمر والمدير التنفيذي، وكذلك بين المستثمر الناجح والأقل نجاحاً. المستثمر الناجح هو شخص عملي يتحمل مسئولية سلوكياته، ومن ثم فهو لا يلقي عبء نجاحه أو فشله على ظروف البيئة الخارجية.
8- الإبــداع
نحن في عصر تتغير فيه الأشياء بسرعة مذهلة، لا يوجد فيه مكان للأفكار البالية التي لا تساير متطلبات الحياة للأفراد الذين تتزايد رغباتهم في الاستمتاع بكل ما هو جديد. وينطبق هذا بجلاء على المنتجات الاستهلاكية أو الخدمية أو السلع المعمرة التي يجب أن تتطور كل يوم لتفي بمتطلبات الأفراد والمجتمع.
فالابتكار يعتبر أداة مهمة من أدوات التعامل مع تطورات البيئة الدولية الجديدة. وسواء أكان الأمر يتعلق بالشركات الفردية أو الاقتصاديات الوطنية، فإن الابتكار هو مفتاح أي ميزة تنافسية، وهو قوة دافعة نحو تحقيق النمو في ظل اقتصاد المعرفة الجديد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق