الجمعة، 17 أغسطس 2018

القرى الإيكولوجية ...صديقة البيئة




ظهر هذا المصطلح “القرى الإيكولوجية Ecovillages” للوجود عام 1996، ضمن قائمة الأمم المتحدة لأفضل الممارسات، وذلك باعتبارها نماذج ممتازة للعيش المستدام. وتعرف “القرية الإيكولوجية” بأنها “مجتمع متعمد أو تقليدي يستخدم عمليات محلية تشاركية لدمج كل الأبعاد الإيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للاستدامة من أجل تجديد البيئات الاجتماعية والطبيعية”
وتعتبر القرى الإيكولوجية هي أحد حلول المشاكل الكبرى في عصرنا، حيث يضع الكوكب حدودا للنمو الاقتصادي، وتفتقد حياتنا للمضمون ذو المعنى والدلالة، وكما تشير أعداد متزايدة من العلماء فإن علينا أن نتعلم العيش بشكل مستدام إذا أردنا بقاء النوع الإنساني على قيد الحياة، وذلك وفقا لتقرير الأمم المتحدة حول البيئة لعام 2000، والذي شارك فيه 850 من العلماء والخبراء وأكثر من 30 معهد بيئي .
ومن ثم فإن القرى الإيكولوجية التي تطبق ذلك النهج هي قرى ذات مجتمعات يشعر فيها الناس بالدعم كما يشعرون بالمسئولية تجاه من حولهم، ولديهم شعورا عميقا بالانتماء للمجموع، وهي مجتمعات صغيرة يشعر كل واحد فيها بأنه آمن، ومتمكن، ومرئي، ومسموع. وهو ما يجعل الناس فيه يشاركون في صنع القرارات التي تؤثر في حياتهم الخاصة وعلى المجتمع ومتواصلين مع الآخرين، ومتقاسمين للموارد المشتركة ومتبادلين للمساندة والدعم. ومركزين على الممارسات الصحية الشاملة والوقائية. وموفرين للعمل الهادف ومعززينه لجميع أعضاء المجتمع. ومدمجين للفئات المهمشة. ومعززين للتعليم الذي لا ينتهي. ومشجعين للوحدة من خلال احترام الاختلافات. ومشجعين التعبير الثقافي.

تتضمن الأبعاد البيئية لتلك القرى ما يعكس علاقة المجتمع بالتربة والمياه والنبات والحيوان في بيئتهم بما يلبي احتياجاته من غذاء وكساء ومأوى مع احترام الدورات الموجودة في الطبيعة، وبما يحافظ على التنوع الأحيائي، أما الأبعاد الاقتصادية فتعني الحفاظ على دورة المال داخل المجتمع وبين أفراده واكتسابه وإنفاقه واستثماره في مشاريع للتجزئة والخدمات يملكها أعضاء المجتمع، مع ادخار الفائض منها في مؤسسات مالية محلية مملوكة للمجتمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق