داخل حديقة " فرانكيندايل" بأمستردام، يقدم مطعم "دي كاس" تجربة فريدة من نوعها،حيث يعرض على الزبائن تناول وجبات عضوية صحية داخل مزرعة.
وانطلاقا من مبدأ تطوير الخدامات السياحية فقد أبدع فعلا الشيف الهولندي "غرت جان هاجيمان" رفقة زميله "رونالد كونيس"، وابتكرا مطعم "دي كاس"، حيث أرادا الخروج من الفكرة التقليدية لأي مطعم وتطوير مفهوم الغذاء الذي تقدمه عادة المطاعم السياحية، فمطعم "دي كاس" عبارة عن بيت زجاجي مُصمم لزراعة مخنتلف الخضر والفواكه، مع تبني مناهج الزراعة العضوية، بعيداً عن أي مواد كيماوية أو محفزات خارجية هجينة، امانا منهم بتوفير بيئة مثالية لنمو النباتات بطريقة طبيعية.
حيث أراد من جهته صاحب المطعم "هاجيمان"، الذي يعد أحد أشهر الطهاة الهولنديين، أن يغيّر منطق الوجبات الغذائية التي عادت ما تعرضها المطاعم الأوروبية، فبدلاً من الاستمرار في ممارسة مهنته بإعداد الطعام في فنادق أمستردام ذات الخمس نجوم وفي المناطق السياحية التقليدية، قرر أن يحقق أحد أحلامه وأن يبتكر مفهوماً جديداً يعتمد على الوجبات الصحية التي تستمد مواردها مباشرة من مزرعة طبيعية، حيث يؤمن هذا الشيف، الحاصل على الجائزة الأولى في مسابقة الطهي الهولندية "توب شيف" سنة 2001، بأن المذاق الجيد يأتي من المكونات الطازجة والتي اعتمدت في نموها على الطبيعة فقط وليس على المنشطات والمواد الكيمياوية، لذلك اطلق على مطعمه تسمية "دي كاس" وهي كلمة هولندية تعني "البيت الأخضر" .
ويقع هذا المطعم وسط أحد أكبر الحدائق في أوروبا، حيث اشترى صاحب المطعم الصوبية الزجاجية قديمة في حديقة "فرانكيندايل" منمصالح بلدية أمستردام التي كانت تنوي تحطيمها نهائيا، علما أن انشاءها يعود الى سنة 1926، وقام"هاجيمان" بترميمها وزرع في تربتها الخصبة جميع أنواع النباتات لانتاج الخضر والفواكه التي تستعمل لطبخ وجبات المطعم، كما وظف عددا من الطباخين، وكذا مختصين في الهندسة الزراعية، و3 خبراء زراعيين مهمتهم الاعتناء بالنباتات.
ولاقت هذه الفكرة نجاحا باهرا، حيث أصبح المطعم قبلة للسواح الذين يتوافدون إليه من مختلف أنحاء العالم، ويزور هذه الواحة الخضراء ما لا يقل عن 50 ألف سائح سنوياً، لأن كل مكونات الطعام الذي يقدمه المطعم مصدره الوحيد هي ذلك البيت الأخضر أي المزرعة الكبيرة الملحقة بالمطعم.
كما يتيح المطعم لزواره زيارة الصوبة الزجاجية والمزرعة الملحقة والتي تمتد إلى 10 كيلو متر، ويسمح لهم باختيار المكونات التي سيتناولونها في وجباتهم بأنفسهم، وفي فصل الصيف أين تكون درجات الحرارة ملائمة، يكون بإمكان الزبائن تناول الطعام وسط المزرعة بين النباتات المختلفة التي تم زرعها هناك، والاستمتاع بالمنظر الطبيعي الخلاب واستنشاق هواء طبيعي، علما أن الصوبة ترتفع لثمانية أمتار وشكلها مستطيل من الخارج، وتضيء ليلاً بأنوار رائعة مما يعطيها منظراً خلاباً وسط الزروع والطيور التي تملأ حديقة أمستردام.
أما المطبخ الذي يُعد فيه الأكل فقد تصميمه داخل غرفة زجاجية شفافة، كي يتيح الفرصة للزوار لمعرفة كيفية إعداد مختلف الوجبات التي يعرضها المطعم، حيث وظف الشيف الرئيسي جيرت جان أكثر من 12 طباخ محترف، لتحضير الوجبات التي في الغالب تكون على الطريقة الهولندية والدنماركية والنرويجية، وهي الاختصاص الرئيسي لهذا المطعم الطبيعي، والمطعم ذاته الذي يقع بالجهة الشرقية للمدينة الهولندية على بعد أمتار من محطة "أمستال"، يسع لـ140 شخصا وهو مزود بنظام تدفئة وتبريد بحيث يوفر جواً مناسباً في الصيف والشتاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق